أكد الدكتور علي الأعور, الخبير في الشئون الإسرائيلية, مدير دائرة الاتصالات الإسرائيلية بالسلطة الفلسطينية, أن بنيامين نتنياهو, رئيس حكومة الاحتلال, يفتعل الأزمات مع دول الجوار, قاصدا بذلك إطالة أمد الحرب في قطاع غزة, من أجل مصالحه الشخصية, مشيرا إلى احتلاله معبر رفح, ورغبته في احتلال محور فيلادلفيا, وكذلك افتعال أزمة مع جمهورية مصر العربية, وفتح جبهة قتال جديدة مع حزب الله في لبنان.
نقل الحرب من غزة إلى لبنان
وقال الأعور, في تصريحات خاصة لموقع «أوان مصر», أن إسرائيل تحاول حاليا نقل الحرب من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية الإسرائيلية, الجنوب اللبناني, «من يقود هذا السيناريو هو بنيامين نتنياهو, فهو دائما وأبدا يعمل على إطالة أمد الحرب وافتعال الأزمات من أجل مصالحه الشخصية, بدأ باحتلال معبر رفح, ثم أزمة محور فيلادلفيا, وأزماته مع جمهورية مصر العربية, والآن يفكر جديا في إعلان الحرب على حزب الله في لبنان, والتوجه إلى الجبهة الشمالية».
وتابع الخبير في الشئون الإسرائيلية, بأن هذه هي فلسفة نتنياهو وطريقة تفكيره, مضيفا أن قرار إعلان الحرب على حزب الله, لم يعد في يد نتنياهو وحده, فهناك رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي, التي تقرر أيضا ما إذا كانت إسرائيل ستذهب إلى حرب مع حزب الله ولبنان أم لا.
وأردف: «ما أراه الآن بأنه ليس هناك قرار إسرائيلي بفتح جبهة موسعة مع حزب الله», لافتا إلى تأكيد الجيش الإسرائيلي بأن العمليات العسكرية في قطاع غزة قد انتهت.
انتهاء الحرب على حماس في القطاع
وواصل مدير دائرة الاتصالات الإسرائيلية بالسلطة الفلسطينية: «الجيش الإسرائيلي أعلن القضاء على معظم أهدافه وتدمير قدرات حماس العسكرية في قطاع غزة, فهو بذلك حقق أهدافه الذي احتل من أجلها القطاع, ما يعني إرسال رسالة إلى الداخل الإسرائيلي, مضمونها إنتهاء الحرب على حماس في القطاع, ويجب إنسحاب الجيش الإسرائيلي إلى تل أبيب».
وأشار الأعور, في تصريحاته لـ«أوان مصر», إلى ما قاله دانيال هاجاري, المتحدث بسم الجيش الإسرائيلي, بأنه من المستحيل القضاء على حركة حماس, ما يعني تطور خطير في الخطاب الأمني العسكري الإسرائيلي, لأن الجيش الإسرائيلي هو من يدفع الثمن.
عملية عسكرية محدودة
وعن نقل إسرائيل الحرب من قطاع غزة إلى لبنان, أوضح الأعور بأنه لا تزال جبهة الحرب في غزة مفتوحة حتى الآن, بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية ومصالحها في الشرق الأوسط, مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ربما مازالت تحافظ على قواعد الاشتباك وعدم السماح بحرب شاملة, مؤكدا أن واشنطن حتى هذه اللحظة, قادرة على ضبط قواعد الاشتباك بين الطرفين.
ولفت الخبير في الشأن الإسرائيلي, إلى وجود خطة لعملية عسكرية محدودة في الجانب اللبناني, مؤكدا أن هذا الأمر قد يقود إلى حرب شاملة مع حزب الله.
حقيقة الخلافات الأمريكية الإسرائيلية
أما عن الخلافات الأمريكية الإسرائيلية, أكد المسؤول الفلسطيني, أنها غير مؤثرة على العلاقات والتحالف الإستراتيجي بين واشنطن وتل أبيب, موضحا أنها خلافات ثانوية.
وأكمل: «بالرغم من تصريحات المسؤول الأمريكي بالبيت الأبيض, جون كيربي, التي أكد خلالها غضب واشنطن من تصريحات نتنياهو الأخيرة, إلا أنه شدد على استمرار الولايات المتحدة في دعم إسرائيل عسكريا وماليا وسياسيا, فالولايات المتحدة تربطها علاقة وثيقة بين تل أبيب, منذ الاعتراف بها عام 1948».
واسترسل: «نتنياهو لم يكفيه قتل أكثر من 40 ألف شهيدا في قطاع غزة وتدمير أغلبه, فهو يريد قنابل 2 طن لقتل المزيد وتوسيع رقعة الدمار».
الانقسامات الداخلية
وبحديثه عن الانقسامات الداخلية التي يشهدها الداخل الإسرائيلي, على الصعيد السياسي والعسكري, أكد الأعور, أن نتنياهو في نهاية المطاف, لن يجد أمامه سوى إبرام صفقة لتسليم الرهائن المحتجزين لدى حماس والإفراج عنهم.
وقال: «نشهد الآن حركة تمرد من الجيش الإسرائيلي على نتنياهو, بعد إعلانه إنتهاء جميع الأعمال العسكرية في قطاع غزة, فبذلك لم يتبقى هناك أهدافا لرئيس الحكومة الإسرائيلية».
وتابع: «الجيش الإسرائيلي يرسل رسائل إلى الشارع, موفدها إنتهاء حرب غزة, بعد تدمير معظم قدرات حماس العسكرية, فهذه الرسائل تمثل حركة تمرد على نتنياهو, من أجل النزول إلى الشارع في مظاهرات تطالب بانسحاب الجيش من قطاع غزة».
وإختتم: «كل هذه الانقسامات السياسية العسكرية بالداخل الإسرائيلي, ستقود إلى حل الكنيست الإسرائيلي, وكذلك الإئتلاف الحكومي لنتنياهو, وإجراء انتخابات مبكرة, فبإعلان الجيش القضاء على قدرات حماس في غزة, تنتهي بذلك الحرب, ما يتنافى مع أهداف نتنياهو الدموية, الذي بنهاية المطاف لن يجد أمامه سوى حل واحد, وهو إبرام صفقة, من أجل تسليم الرهائن المحتجزين لدى حماس, والإفراج عنهم».